أمانة النساخ وأخطاء غير المتخصصين: بين الجهل والمسؤولية (قصص وأخطاء من الواقع)

علم النسخ، بل وعلم التحقيق عمومًا، هو أحد العلوم البالغة الأهمية التي تحتاج إلى إتقان شديد، وخاصة النسخ؛ لأنه أساس ما يُبنى عليه بعد ذلك من أعمال. فكلمة تُنسخ خطأ قد تُترجم خطأ، ويُعلق عليها خطأ، وهكذا تتراكم الأخطاء حتى تصل إلى نتائج كارثية تضر بتراثنا العظيم.

موقف عملي

منذ أسبوعين تقريبًا، جاءتني إحدى الباحثات وطلبت مني نسخ مخطوط لها. أعلمتها بتكلفة العمل، وكانت التكلفة رمزية جدًا، لكنها لم تقبل بها. اتجهت الباحثة بعد ذلك إلى إحدى المكتبات – غير المتخصصة لا في علم المخطوطات ولا في الشريعة الإسلامية – لتنسخ لها المخطوط. وبعد فترة، عادت إليَّ طالبةً مقابلة النص، فوجدت فيه أخطاءً جسيمة. أخطاء لا تدل إلا على جهل الناسخ بالمادة التي يكتبها.

أمثلة من الأخطاء

الخطأ الصواب
البراد البراذين
الفأره الفَارِه [المليح الجميل]
وهذا ربي وهذا ربا
والعرف جاز والعرف جارٍ
كفّارة الخمر كَفّارة الحُمُر
الهزل الغزل
مثله مليئه
فكره ذكره
يُسلم البقرة القوية على العمل [في التحدث] في الحرث
الزوج عيسى عليه السلام الروح عيسى عليه السلام

خاتمة وتنبيه

من هذه الأمثلة البسيطة يمكنكم تخيل حجم المعاناة أثناء مقابلة النص، وما ترتب على هذه الأخطاء من جهد مضاعف.

ما نريد التأكيد عليه

كل علم يحتاج إلى أهله والمتخصصين فيه، خاصة علوم الدين التي هي أمانة ثقيلة توارثتها الأجيال. على الباحث أو الناسخ أن يتحرى الدقة القصوى في عمله، وأن يُثبت ما يجزم بصحته بثقة، مع التنبيه على ما يشك فيه أو يلتبس عليه. فهذا العلم دين وأمانة، وليس مجرد عمل يُؤدى.

اترك تعليقاً