استخدام علامة (صح) في المخطوطات ودلالتها
من بين الاختصارات المتكررة التي نجدها في المخطوطات كلمة “صح”، وهي علامة يضعها الناسخ أثناء عملية النسخ. فما دلالتها؟ وما الهدف منها؟
دلالة علامة (صح):
كلمة “صح” تُستخدم كإشارة إلى اللَّحق، وهو إلحاق الناسخ للنصوص المكتوبة على الهامش بالنص الأصلي، للتأكيد على أن هذه الإضافات جزء أصيل من النص الأساسي.
مواضع اللَّحق:
- يُكتب النص المُلحق على أحد هوامش الصفحة الأربعة، حسب موقع الإضافة في النص الأصلي.
- قد يُكتب بين السطور إذا كان هناك مساحة كافية.
- في نهاية النص المُلحق على الهامش، يُضاف الاختصار“صح” لتأكيد صحته.
طريقة الإشارة إلى موضع اللَّحق:
- الطريقة الأولى: يرسم الناسخ خطًّا يمتد من النص الأصلي إلى الهامش حيث كُتب اللحق.
- الطريقة الثانية: يضع علامة خاصة عند موضع النص في كلا المكانين (النص الأصلي والهامش) مع كتابة“صح” في نهاية النص الملحق.
دور المحقق:
عند نقل المخطوط، يقوم المحقق بإدراج النص الملحق في مكانه الطبيعي داخل النص الأصلي دون أي إشارة إضافية إلى موضعه في الهامش.
أهمية اللحق ودوره في الحفاظ على النصوص
يُعدّ اللحق من الأدوات المهمة التي ابتكرها النساخ لضمان دقة النصوص، خاصة عند وقوع السهو أو الحاجة لإضافة أجزاء أسقطت أثناء النسخ. وهذا يعكس مدى وعي النساخ بأهمية المحافظة على سلامة النصوص ومصداقيتها، خصوصًا في ظل غياب وسائل التحرير الحديثة.
أما المحقق، فيقوم بدور مكمل للنساخ، حيث يعتمد على أدوات مثل اللحق والإشارات الجانبية لفهم النصوص بشكل صحيح وإعادة بنائها بدقة. ومن هنا، تظهر أهمية الالتزام بمنهجية علمية عند التعامل مع المخطوطات، مما يضمن أن النصوص المنقولة إلى القارئ الحديث تعكس روح الأصل دون تحريف.
مثال عملي:
في الصورة المرفقة، يظهر أسلوب الناسخ بوضوح؛ إذ وضع النص الملحق على الهامش باستخدام خط موازٍ للنص الأصلي، مع الإشارة إلى موضع الإضافة بخط متصل بين النص والهامش، ووضع كلمة “صح” في نهاية اللحق.
خلاصة:
إن علامة “صح” ليست مجرد رمز بسيط، بل هي جزء من تقنيات دقيقة اعتمدها النساخ لضمان الحفاظ على النصوص كما وصلت إليهم. وعمل المحقق اليوم لا يقل أهمية، حيث يجب عليه التعامل مع هذه العلامات بحذر ودقة لإعادة بناء النصوص بما يتوافق مع الأصل، مساهمًا بذلك في حفظ التراث ونقله للأجيال القادمة.