عند الحديث عن علم تحقيق المخطوطات ، نجد أنه ينطلق من قاعدة أساسية وجوهرية: إخراج النص كما أراده مؤلفه وعلى الصورة التي يرتضيها. هذا التعريف يلزم المحقق بأمانة علمية تجعله يحافظ على شكل النص ومضمونه، بل حتى التفاصيل الشكلية مثل التلوين إذا وُجدت في الأصل.
التلوين ضرورة في تحقيق المخطوطات
يجب على المحقق أن يلتزم بكل تفاصيل المخطوط الأصلي ، بما في ذلك التلوين إن وُجد فيه. فالتلوين في المخطوطات ليس مجرد إضافة شكلية، بل هو جزء أساسي من النص يمكن أن يحمل دلالات خاصة. ففي العديد من المخطوطات، استخدم المؤلف التلوين لتمييز المتن عن الشرح أو التعليقات، مما يعكس أسلوبه في تنظيم النص وإيصال المعرفة.
لذلك، يجب على الطالب أن يحتفظ بتلوين المخطوط كما هو، حتى لا يتعرض النص للتشويه أو التفويت في دلالاته. الحفاظ على الشكل الأصلي للنص يساعد في الحفاظ على دقة التحقيق ووفاءه بنية المؤلف.
استثناءات قد تطرأ على الالتزام بالتلوين
إذا واجه المحقق صعوبة في الالتزام بتلوين المخطوط بسبب تفضيلات الجامعة الأكاديمية أو لارتفاع تكلفة الطباعة الملونة، يمكن حينئذ اللجوء إلى بدائل أخرى. ففي مثل هذه الحالات، يمكن استخدام تنسيقات أخرى لتمييز المتن عن الشرح مثل الخط العريض أو المائل، أو حتى وضع المتن بين علامات تنصيص. ومع ذلك، يبقى الأفضل أن يلتزم المحقق بالصورة التي كان عليها النص في أصله، لتحقيق الأمانة العلمية.
خاتمة
إن تلوين النصوص في تحقيق المخطوطات ليس مجرد اجتهاد من المحقق، بل هو جزء من الأمانة العلمية والالتزام بما أراده المؤلف. ولذلك، يجب على الطالب أن يحافظ على التلوين كما هو في المخطوط، إلا إذا فرضت شروط أكاديمية أو مادية تحول دون ذلك، فيمكن حينئذ البحث عن حلول بديلة، ولكن مع الحفاظ على الأصل قدر الإمكان