أهمية نسخ المخطوطات بدقة وأمانة
موقف حصل معي
منذ أسبوعين تقريبًا، جاءتني إحدى الباحثات وطلبت مني نسخ مخطوط لها. أعلمتها بتكلفة العمل، وكانت التكلفة رمزية جدًا، لكنها لم تقبل بها.
اتجهت الباحثة بعد ذلك إلى إحدى المكتبات – غير المتخصصة لا في علم المخطوطات ولا في الشريعة الإسلامية – لتنسخ لها المخطوط. وبعد فترة، عادت إليَّ طالبةً مقابلة النص، فوجدت فيه أخطاءً جسيمة. أخطاء لا تدل إلا على جهل الناسخ بالمادة التي يكتبها.
أمثلة من الأخطاء الشائعة
هذه بعض الأخطاء التي وجدتها في المخطوط والتي تبين مدى خطورة عدم التخصص في نسخ المخطوطات:
خاتمة وتنبيه
من هذه الأمثلة البسيطة يمكنكم تخيل حجم المعاناة أثناء مقابلة النص، وما ترتب على هذه الأخطاء من جهد مضاعف.
على الباحث أو الناسخ أن يتحرى الدقة القصوى في عمله، وأن يُثبت ما يجزم بصحته بثقة، مع التنبيه على ما يشك فيه أو يلتبس عليه. فهذا العلم دين وأمانة، وليس مجرد عمل يُؤدى.
ما نريد التأكيد عليه
بناءً على هذه التجربة وما شابهها، نؤكد على النقاط التالية:
1. ضرورة اختيار المتخصصين المؤهلين لنسخ المخطوطات
2. أهمية المراجعة الدقيقة للنصوص المنسوخة
3. خطورة الأخطاء الصغيرة التي قد تؤدي إلى تحريف المعاني
4. الحفاظ على التراث الإسلامي والعربي مسؤولية جماعية
5. النسخ العلمي الدقيق هو أساس البحث العلمي الرصين